بسم الله الرحمن الرحيم
يوميات ألم عابر
اليوم الثالث
مسائي مفعم بمشاعر متقاطعة ، فحديث القلب لايتوقف ، وحديث الناس يندلق إلى أعماق رأسي ، باختياري أو رغماً عني ، فالتلفاز والمذياع يصفعانك بمايروق لك أو يستفزك بطريقة أو بأخرى ، فحديث الشارع اليوم كان عن استدعاء السفير السعودي من القاهرة وغلق السفارة والقنصليات بمصر ، الكل يدلي بدلوة ، وسائل الإعلام لم تكتفي بنقل الخبر . بل إن التحليلات استجابت لما يريده من لهم أجندات محددة من تسميم العلاقات السعودية المصرية ، هناك آراء واقعية ، وهناك آراء شوارعية وخاصة في الجانب المصري حيث الإعلام منفلت من عقال التعقل واستخدام الشارع العام لتمرير رسائل انتخابية ورسائل محتقنة .
أما بالنسبة لحديث القلب ، فهو بين كر وفر ، وهنا اشكالية أزلية ، وهي الصراع بين العاطفة والرغبة ، العاطفة تنشد الطهر وجعل المحبوب بعيد المنال ، والرغبة تخاتل العاطفة لتثبت أن الجسد هو مفتاح الإحساس بالمحبوب ، فأنت قد تحب عن طريق السمع ، أو الشم أو الرائحة أو النظر ، ولكن الرغبة تستغل تلك الخطوة لتجعل الجسد يتداعي للحصول على حصته من المحبوب .
الألم قد يتبادر إلى ذهنك أنه يتمثل فيما تشعر به فتستجيب لوسائل الدفاع في داخلك وتذهب للطبيب طلباً للشفاء وكتم ذلك الألم إلى الأبد ، إلا أن للألم صورة أخرى وهي أن تشعر حقيقة بآلام الآخرين وكأنك أنت من يتألم ، وهذا منتهى الشعور الإنساني بالآخرين من المرضى والموجوعين ، وبخاصة أولئك الذين لايستطيعون توصيف آلامهم .
أكتفي بهذا القدر ... وإلى يومية أخرى تليق بك قارئي الكريم .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire