vendredi 27 avril 2012

يوميات ألم عابر (2)

بسم الله الرحمن الرحيم

يوميات ألم عابر

اليوم الثاني


اليوم الجمعة 6/6/1433هـ ، دفعني شعور لأن أكتب هذه اليومية قبيل صلاة الجمعة على أن أكملها بعد الصلاة ، لكي أوثق ما اختلج في دواخلي قبل الصلاة وبعدها ، يوم الجمعة يوم مختلف بالنسبة للإنسان المسلم ، هو بمثابة يوم يتطهر فيه المسلم من أدران الحياة بتطهير النفس مما علق بها من آثام ، وبالاغتسال مما علق بالجسد من همهمات ، وقد لايعني شيئاً لدى الكثيرين ، أفهم أن نستقبل يوم الجمعة بالكثير من التبجيل ، ولكن عند بعض المسلمين والعرب بخاصة لايختلف هذا اليوم عن أي يوم آخر ، فهناك آثام ، وهناك تجاوزات ، وهناك قتل تراق فيها الدماء الزكية دون وجه حق ، لا أقول بأن يأخذ العربي راحة يوم الجمعة فقط ، ولكن أصبح يوم الجمعة يوماً ملطخاً بالآثام والدماء ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .

الحب عاطفة نبيلة ، عندما تجتاحك جيوش الحب فأنت لاتفكر كيف ومتى ولماذا وأين اجتاحت ، كل همك أن تشارك تلك الجيوش اجتياح قلبك ودواخلك لتمكين المحتل لك بكل مافيه من محاسن أو عيوب ، صدق أو كذب ، خطأ أو صح ، الحب لايؤتى به من السوق كأي بضاعة يعرضها البشر على الأرصفة أو أماكن مخصصة لبيع المشاعر مثلاً ، الحب مثل هالة من أرواحنا تحلق في فضاء الكون لتحط هنا أو هناك ، إننا لانريد أن نستيقظ من نشوة الحب ولاسكرته ، لأننا بصراحة بالحب نكسر كل الحواجز ، ونصل إلى أعماق بعضنا ، ونستبد ببعضنا ، والحظيظ من سكن وُسكن بالحب النقي الذي لاتشوبه وساوس شياطين الجن وشيطان النفس .

كنت على مائدة الإفطار ، تناولت ناقل القنوات ، ليتوقف على قناة عربية تناقش آخر ماوصل إليه شأن الرئيس الجديد لذلك البلد العزيز على العرب والغير عزيز على بعض أهله كما بدا لي ، من الجميل أن الموضوع كان يدور حول مرشح التيار السلفي الذي أُستبعد من السباق على كرسي الرئاسة ، ياسبحان الله قبل أشهر كأن الحاكم السابق لذلك البلد لم يكن مسلماً ، وإذا بي أمام انقلاب ربيعي يعلم الجميع في ذلك البلد أنه على الرئيس أن يكون رئيساً للجميع وإن كان قادماً بدعم من التيار الديني أو على ظهر دبابة ، قطعاً لست مع القادمين ليحكموا بالقوة والأجهزة الأمنية ولست مع المنفلت من كل عقال ، لكن من لنا بمثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي توسد نعليه ، يالها من صورة خيالية لحاكم أتعب من قبله ومن بعده !

أكتفي بهذا ... وسوف أكمل بإذن لله تعالى بعد أداء الصلاة ...

وفي هذه اللحظة أكمل مابدأته ، رجعنا من صلاة الجمعة تحفنا آمال عراض في مغفرة من الله سبحانه وتعالى ننعم بها في الدنيا والآخرة ، وتفاؤلاً بأسبوع جديد تتحقق لنا فيه المزيد من النجاحات في شتى فنون الحياة ، وأن يتحقق فيه الحل النهائي لما يلاقيه الإنسان المسلم في سوريا وفي غيرها من بلاد العرب والمسلمين ، ربما من المرات النادرة أن يتناول خطيب الجمعة شأناً عاماً أو أسرياً ، ولهذا خيّب الخطيب ظني وتناول شأناً أسرياً يتناول كيفية احتواء الأبناء ، وكيف يتم التعامل معهم ، وسؤال أهل الاختصاص متى أعيت الحيلة الوالدين ، وألا ننسى الدعاء لهم بظاهر الغيب ، وفي حضورهم حتى يستشعروا ماقد نعجز عن توصيله إليهم ، وقد راق لي كثيراً قوله : أنه على الآباء أن يعوا أن ماكان يصلح في زمان مضى لايناسب زمان هذا الجيال ، وهو كذلك فعلاً ، هناك أمور ثابتة لاتتغير على مر العصور كالعبادات الثابتة بالكتاب والسنة ، ولكن يظل التفسير هبة من الله تعالى يهبها هذا العالم أو ذلك ، فيخرج لنا ما خفي عن علماء سبقوا في التفسير ، فمنهم من اكتفى بظاهر النص ، ومنهم من توسع حتى يكاد يخرج التفسير عن مفهومه الصحيح ، وهناك أمور تتغير بتغير الأحوال ، وتقلب الأمصار بين الغنى والفقر ، واختفاء سلطة القبيلة لتكون سلطة الدولة ، والآن قد تختفي سلطة رب الأسرة لتكون سلطة مؤسسات رعاية الأسر ، متى اختل ميزان الولاية على الأسرة وقوامة الرجل على المرأة .

في الجانب الآخر من الكرة الأرضية ، هناك عوالم أخرى ، بالتأكيد تعيش نفس الزمان والمكان ، فمع اختلاف الزمان بين الليل والنهار ، إلا أننا نتساكن كوكباً واحداً ألا وهو هذه الأرض الجميلة ، فهناك من يعمرها بذكر الله تعالى ، وهناك من يعمرها بما هو الله به عليم .

أكتفي بهذا القدر لهذا اليوم ... ونلتقى على خير في يوم آخر متى ما وجدت أن هناك مايستحق تناوله ... وبالله التوفيق .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire