بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم الأول
استيقظت مبكراً اليوم الخميس الموافق 5/6/1433هـ ، بعد التاسعة ، في حينا عدد كبير من المساجد وعدد أقل من المصلين ، حتى إنه أثناء أداء الصلاة لاتشعر أنك في مسجدك حيث تتداخل الأصوات وكأنك في جامع كبير به عدد كبير من مكبرات الصوت ، في دواخلي شيء ما يستفزني ، لا أعلم ماهو بالتحديد ، ربما يكون الملل ، أو كأنني المسؤول الأول عن الأحداث الجارية في سوريا واليمن والبحرين ، والناخب المرجح في انتخابات الرئاسة الفرنسية ، أو أن الحكوم السودانية وحكومة جنوب السودان تنتظر موفد سلام من قبلي لتحقيق المصالحة بين شمال السودان وجنوبه والعمل على اقتسام الحياة بعدل ورحمة وشفقة بالإنسان السوداني المسكين المشرد سواءاً أكان في أرضه أو مصاب بداء الهجرة إلى الشمال .
يوم الخميس بالنسبة لي يوم راحتي التي أتوق إليها بعد كد وإرهاق نفسي وجسدي طوال أيام الأسبوع ، وفي الحقيقة والواقع المعاش والذي لم أعشه بعد يبدو أن مسألة الراحة فيها نظر ، وخاصة لمن هو من أبناء الطبقة الكادحة ، وإن كان ينحدر من طبقة تعتبر نفسها سيدة التاريخ والجغرافيا .
تذكرت أمر آخر ، في تويتر بما أنني مسجل في ذلك الموقع الغير عادي ، هناك حملات تشن بين وقت وآخر على فلان أو فلانه ، مرّة خوفاً على الإسلام ، ومرات خوفاً على اللحمة الوطنية ، ومرات قليلة خوفاً على العقل البشري والإنساني أن يندثر بين البشر ، أتردد كثيراً في التعليق على هذه الأمور ، لأنها في الغالب تبدأ بسوء فهم ، أو بإشاعة مغرضة ، أو عن سابق ترتيب حتى يبقى المهمومين والغير مهمومين بالشأن العام في شغل يأخذهم بعيداً عن الأمور التي تتطلب نقاش أو تفكير أو حتى تنفيس .
أصعب مهمة أن تكون حمامة سلام داخل أسرتك ، فالجميع يعتقد أنك غصن زيتون أوحمامة سلام ماتت في أرض الواقع وبقيت شعاراً للمسالمين ، والمرضى بالتصالح مع النفس والمجتمع . بينما أنت في أمس الحاجة لحمامة سلام في داخلك ، تعيد إليك بعض السكينة الروحية .
الحب ، البعض يعتقد أن للأبراج علاقة مباشرة بتلك العاطفة النبيلة وأنه يملك رصيداً هائلاً منها ولكن للأسف هناك سوء توزيع لها ، وعلى افتراض أنك تمكنت من توزيعها ، فستجد من يشكك في صدق محبتك لوطنك مثلاً ، أو لإحدى حور الطين ولو انتقلت عن دنيانا وأنت قد قبرت حبها في قلبك .
في العمل ، الجميع سواسيه من يعمل بجد ومن يعمل على ألا يعمل بجد ، وربما يتفوق من لايعمل بجد على الآخر ويترقى سلم المجد والشهر الوظيفية ، لاعتبارات مختلفة ، فهناك العلاقات العامة وهي ضرورية لكي يعرف من أين تؤكل كتف الترقي الوظيفي ، وهناك المكانة الاجتماعية ، فهذا سليل عائلة فلان ، وهذا أمه لها حفيد من الأسرة العلانية ، وهذا من العامة عليه أن يثبت أنه مجد في عمله ، ومخلص وكتوم لاينقل أسرارالعمل للغير، ومع ذلك متى تمكن ابن الطبقة الكادحة من تقديم مبررات بروزة يظل منبوذاً مشكوكاً في قدراته ومواهبه ، لأنه لافائدة من وراء ترقيه إلا أنه نظامي ويريد أن تمضي الأمور حسب النظام وبدون واسطة ، وأن يأخذ كل ذي حق حقه .
العمالة الوافدة ، ربما تكون بلادي المملكة العربية السعودية البلد الوحيد في العالم الذي يعتز بأنه يستقبل أكبر عدد ممكن من الوافدين ، لزيارة الأماكن المقدسة أو للعمرة والحج ، أو للعمل بالطرق النظامية والغير نظامية ، ويعد بمثابة ورشة خلفية لتأهيل من ليس لديه أي خبرة في أي مجال ، ثم يغادر بعد سنوات عائداً إلى بلده بخبرة ممتازة ورصيد يبدأ به مشروعه الخاص في بلده ، وقد يهاجر إلى أوروبا وأمريكا حيث الحنين الأول للمهاجرين في العالم ، مع أن ذلك البعض يصب اللعنات على الغرب الكافر ليل نهار ، والمحزن أن البعض يأتي معدماً ، ومتى انعم الله عليه انقلب ناقماً على البلد بما فيه ، يبدو أن المثل الشهير : اطعم الفم تستحي العين لاينطبق على تلك الفئة .
العنصرية متفشية ، لا أحد ينكر وجودها وبقوها ، في مجتمعنا ، وفي غيره من المجتمعات العربية والإسلامية والفارسية والرومانية والقوميات الجديدة ، حتى تلك التي شرعت القوانين لمحاربة العنصرية بكافة أشكالها وألوانها .
التدوين لم يعد كالسابق ، لاعتبارات كثيرة ، أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت هي الأقرب حتى بالنسبة للقارئ والمتلقي العادي ، هنا أحاول أن أكتب مايستحق لكي لا أفقده ، وآمل أن يرتقي لذائقة المتلقين من المؤملين في التدوين خيراً ، والله المستعان .
أكتفي بهذا القدر اليوم ... فهناك أمور يجب القيام بها ..