vendredi 24 février 2012

حكاية زهرة !


بسم الله الرحمن الرحيم

حكاية زهرة !


الصورة أعلاه التقطتها أثناء رحلة برية نهاية الأسبوع الفارط الخميس الموافق 1/4/1433هـ برفقة زميلين في العمل ، ربما ينظر أحدنا لهكذا صورة نظرة عابرة لاتحرك فيه شيئاً ، وقد تلهمه خاطره أو قصيدة شعر أو حتى قصة ، وقد أثارت في دواخلي ومضة عن الإنسان الذي يشبه هذه الزهرة التي على صغر حجمها بالنسبة لمحيطها من الأرض التي طالها الجفاف إلا أنها ظلت صامدة ، كما أنها ألقت بظلها على مخلوقات لانراها بالعين المجردة ، ناهيك أن يكون ذلك الإنسان في مجتمع لايرحم كمجتمعنا العربي المتدثر بالتدين من رأسه حتى أخمص قدميه ويعجز على أن يكون مسلماً صادقاً مع نفسه ومع من حوله ، مع نبيه العظيم الذي ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، إلا أنه قل من يمتثل ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .
قطعاً إنها إرادة الله عزّ وجل التي تتجلى في كل شأن من حياتنا ، وفي كل أمر من مخلوقاته وملكوته الذي لايمكن الإحاطة به ، ظلت الزهرة صامدة رغم جفاف الأرض من حولها ، لعل من يراها يستلهم العبرة ، التي ظلت تحوم على رأسي المترع أحياناً بأمور أخجل منها ، إلا أن هذه الزهرة أيقظت الإنسان في داخلي ، أن يكون مثل الزهرة وإن جف المجتمع من حوله ، وأن لايحرم أحداً من ظله ، والظل كله لله جل في علاه ولو على إنسان لايعرفه .
غفرانك ربي كما نحن مقصرون في حقك ، وفي حق نبيك الأمين محمد بن عبدالله عليه صلوات الله وسلامه ، وفي حق من له حق علينا ، وفي حق من ولاهم أمرنا ، وفي حق الإنسان التائه الذي لايريد منا أكثر من أن نكون قدوة في حياتنا ، ناهيك أن يكون من يتقدمون صفوفنا أكثر قرباً من تعاليم الإسلام ، ويكفي أن المصائب التي تحل بالعالم العربي اليوم قد كشفت المستور على مختلف الصعد ، والله المستعان .

3/4/1433هـ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire