بسم الله الرحمن الرحيم
يوميات ألم عابر
اليوم الرابع
الغريب أن من يتقدمون الصفوف بين وقت وآخر ، أو لنقل في تعاقب قصري ، أي التعاقب الذي لايأتي عفوياً وممهوراً بالدماء الزكية والغير زكية ، أو ماسمي على ظهر دبابة ، أو على ظهر مايسمى بالثورات ، تلك الثورات التي ألبست أثواباً شتى ، إلى أن استقرت بثورات الشعوب ، التي دخلت في إشكالية يستعصي حلها ، تتمثل في بقاء الحاكم الظالم وفناء الشعب أم سحل الحاكم وبقاء الشعب ، وربما من حسن طالع الإنسان العربي الحديث أنه يشاهد الآن كل الصور ، فالحكام يتساقطون تباعاً ، والشعوب التي انتفضت تعاني من الثورات المضادة ، وتداعيات الثورات الشعبية أخطر على المجتمع في علاقاته بين أفراده وطوائفه ومع المحيطين به خارجياً .
...
أن تعيش فترة مراهقتك كما هي ، وتتلقى التهذيب لها بطريقة غير مباشرة ، ثم تكبر دون مشاكل وعقد نفسية وجسدية ، فتأكد أنك في خير ونعمة ، ولكن تأمل لو أنك لم تمر بهذه المرحلة أو مررت بها وكنت تحت ضوء مباشر من الأسرة والمجتمع ، فألبست ثوب الكبار وكبرت على هذا النحو ، فإنك في الغالب لن تسلم من تداعيات ذلك الكبت على شكل مراهقة متأخرة تعصف بك من كل حدب وصوب ، عندها ليس لك إلا أن تسأل الله تعالى الأمن والسلامة .
...
وهنا أذكر أنه كانت تراودني إبان مراهقتي التي مررت بها على عجل أن أكون مخرجاً للأفلام ، ومع أنني أعيش في قرية بين الجبال الشامخة والمركبات لاتصل إليها إلا بعد أشهر ، إلا أنني حظيت بفرصة الاتصال بالعالم الخارجي من خلال الجرائد والمجلات التي كان والدي حفظه الله تعالى يحضرها لي بين وقت وآخر ، ثم دخل التلفاز ليحدث ذلك الانقلاب الفكري لدي ، حتى كدت أكون مخرجاً لايشق لها غبار من خلال خيالاتي الواسعة ، ولكن الحمد لله لم يتحقق أي شيء من ذلك حتى يكون هناك فرصة للمخرجين العالميين بالوصول .
...
وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة والتي من أشهرها : تويتر والفيس بوك واليوتيوب ، أضحت أكبر تجمع بشري يعج بكل مايعبر عنه الإنسان في كل مكان على وجه الأرض ، كما تشتمل على كل مايروج له الإنسان من الدعوة لله تعالى والرقي الأخلاقي ، إلى نشر الفنون الإنسانية النافعة ، وليس انتهاءاً بكل ماله علاقه بمداعبة الغرائز والترويج لكل ماهو غير لائق من مساوي الإنسان عندما لايكون لشهوته حدود أو رادع ، ناهيك عن استخدامها كأداة لتسويق الثقافات بكل أنواعها ، ونشر الإشاعات والأكاذيب ، حتى أضحت ساحة معركة افتراضية بين فريقين أحدهما مجتهد في نشر الفضيلة ، والآخر مجتهد أيضاً ولكن في نشر الإرهاب والترهيب ، ولعل المتابع لهذه المواقع يدرك حجم تأثير تلك المواقع في الرأي العام إيجابياً أو سلبياً داخل المجتمع الواحد ومع المجتمعات الأخرى .
أكتفي بهذا القدر ... وإلى يوم آخر يحمل المفيد ...